الجمعة، 1 يناير 2010

فى الظلام




فى الظلام

قصة الأديب المصرى الراحل محمود البدوى

ـ بدأ برد الليل ..
ـ ......
ـ منظر البحر من هنا ساحر ..
ـ ......
ـ أمعك ساعة ..؟
ـ أجل ..
ـ كم الساعة من فضلك ..
ـ التاسعة إلا خمسا .. فى إمكانك أخذ قطار التاسعة إلى كونستنزا أو التاسعة والخمس إلى كارمن سيليفيا ..
ـ لست رائحة إلى هذه ولا تلك .. أنا أعيش هنا ..
ـ تمشى إذن .. فالجلوس الطويل مؤذ .. يسبب الروماتزم ووجع المفاصل ..
ـ روماتزم فى صميم الصيف ..؟
ـ أجل .. فقدماك الصغيرتان على أرض حجرية ، والأرض فى الليل تفقد حرارتها بسرعة بعكس البحر ..
ـ ما كنت أعرف ذلك ..
ـ والآن قد عرفته ..
ـ ولكنك تتكلم الإنجليزية جيدا أأنت هـ ...
ـ مصرى ..
ـ مصرى ..؟
ـ أجل ..
ـ ظننتك هنديا ..
ـ لماذا ..؟
ـ من لون عينيك ..
ـ ما الذى فيهما ..؟
ـ السواد والسر .. الذى يطالعك فى أعين الهنود ..
ـ ......
ـ أتضربون نساءكم بالسياط فى مصر ..؟
ـ دائما .. خصوصا إذا أكثرن من الكلام ..
وتحركت من طرف المقعد حتى أصبحت قريبة منه ، وحدقت فيه برهة ، ولكنه لم يلتفت إليها فأخذت تقلب حقيبتها فى يدها ، ثم شدت جوربها الوردى ، وشبكت رجليها وقالت :
ـ أجئت إلى هذه البلاد سائحا ..؟
ـ أجل ..
فاستراحت لهذا ، ولمعت عيناها فى جوف الظلام وقالت فى استغراب :
ـ وتضيع وقتك فى الجلوس ..!! من الواجب عليك أن تتمشى وترى المدينة ..
ـ ولكنى ضجرت بعد ساعة ..
ـ لأنه ينقصك الرفيق ..
ـ لم أفكر فى هذا الرفيق مطلقا ..
ـ ألا تحب التنزه على شط البحر..؟
ـ لا .. ما ألذ الجلوس هنا .. تستطيعين التنزه وحدك ، فالمرء يجتلى مجالى الطبيعة وحده ، وهذا أحسن وأمتع ..
وأخرجت سيجارة ، ومالت بوجهها ، وكان شابا أسمر براق العينين أقنى الأنف طويل الوجه والشعر ، يرتدى حلة رمادية من الصوف الخفيف ، وقالت بصوت منغم :
ـ أمعك ثقاب ..؟
ـ آسف .. لا أدخن ..
ـ وتتضايق من رائحة التبغ ..؟
ـ أحيانا ..
فرمت السيجارة فى الماء ..
فقال وهو يتكلف الحزن :
ـ مسكينة .. من بين شفتين رقيقتين إلى فم البحر الواسع فضحكت وتحركت من مكانها حتى لاصقته وقالت :
ـ أتأسف عليها ..؟
ـ جد الأسف .. وعلى كل سيئة الحظ مثلها ، لقد كانت دافئة ناعمة ملتذة ، فتلقفها اليم فى لحظة ، وانقلبت من الدفء والحنين ، إلى البرودة والوحشة ، ومن يدرى مصيرها ربما .. فقاطعته باسمة :
ـ أتقيم فى فندق بيلونا ..؟
ـ لا .. فى كونستنزا ..
ـ وجئت ايفوريا اليوم فقط ..؟
ـ نعم ..
ـ ألا تود أن تستريح خمس دقائق فى بعض الغرف المفروشة ..؟
ـ ومن الذى قال لك أنى تعب ..؟
فضحكت وقالت :
ـ يبدو لى أنك كذلك ، والأحسن أن تستريح ..
ـ أشكرك .. ليس عندى وقت ..
ـ أتظننى ..؟
ـ العفو .. لم أفكر فى هذا مطلقا ، وإنما أنا رجل مريض مشتعل الرأس والذهن دائما ، أحتبس فى غرفتى طول النهار وأخرج مع الظلام لأجلس هنا محدقا فى البحر ، فتستريح نفسى وتهدأ أعصابى ..
ـ وإذا طلع عليك القمر ..؟
ـ أعود لمكانى .. لا أواجهه مطلقا ..
ـ ألا تحب النور ..؟
ـ أبدا ، أبدا .. أعيش دائما فى الظلام ، فى بلدى وفى قريتى ، حفرت لنفسى سردابا تحت الأرض ، لا ينفذ إليه الضوء ولا تشيع فى جنباته الحرارة ، أهبط إليه مع مطلع الشمس ، وأقضى فيه النهار كله مستريحا ملتذا حاسا بالدنيا كلها تحط بثقلها علىّ ، أتصور وأنا فى جوف الأرض وفى أعمق طبقاتها أنى أحمل الدنيا على صدرى ، أحمل الدنيا على عاتقى ..
ـ لا أحد معك فى كونستنزا ..؟
ـ لا أحد ..
ـ جئت وحيدا ..؟
ـ أنا وحيد أبدا فى كل مكان ..
ـ ويضايقك الرفيق ..؟
- دائما ..
ـ والكلام ..؟
ـ والكلام ..
وانطلق يصفر فى صوت خافت ..
ـ أتعرف لحن الدانوب الأزرق ..؟
ـ لحن الدانوب الأزرق ..؟ لا ..
ـ إنك تعزفه الآن ..
ـ أنا ..!! آسف ، ما كنت أعرف ذلك ..
ـ أود أن تكون صريحا معى .. أتترقب أحدا ..
ـ أجل .. صديق انطلق بزورق إلى روسيا الحمراء ..
ـ وهل تظن أنه يعود الليلة ..؟
ـ من المحتمل هذا إن لم يبتلعه البحر ..
ـ ومتى رحل ..؟
ـ فى السابعة ..
ـ لك إذن ثلاث ساعات وأنت جالس على هذا المقعد كالتمثال ، حسبتك أول الأمر تمثالا ، فلقد مضى علىّ هنا أكثر من نصف ساعة وأنت لا تحرك جارحة فى جسمك ، ظننتك والله تمثالا من البرونز ..!
ـ أنا هكذا فى الليل ..
ـ ولكن من المستحسن أن تتلفت إلى اليمين أو إلى اليسار على الأقل ..!
ـ وإذا تلفت مثلا ما الذى سأراه ..؟
ـ حاول .. وسترى ..!
ـ حاولت مرارا وعدت خائبا .. شعر أشقر حرقه الأكسوجين .. وعينان زرقاوان أضناهما السهر .. وأزالت المدنية ما عليهما من هدب وحاجب .. وبشرة شاحبة تتغضن قبل الأوان ، ثم المساحيق والألوان وطلاء المدنية الزائف على الشفة والخد ، لا .. لا .. لقد ضقت ذرعا بهذا ..
ـ لا شيء من هذا كله ..
ـ حقا ..؟ ماذا إذن ..؟
ـ شعر غزير فاحم ، وعينان سوداوان فيهما بريق وحنين وشوق ..
ـ إيه ..؟
ـ وبشرة ناصعة البياض ، إلا قليلا من الحمرة الخفيفة على الخد الملتهب أحيانا ..
ـ ثم ..
ـ ثم فم صغير حالم ينفرج عن شفتين ورديتين ، أبدا ترتجفان ..!!
ـ ثم ماذا ..؟
ـ ثم شباب وعافية و ...
فقاطعها باسما :
ـ وصوت موسيقى عذب .. يا إلهى ! أأنت رومانية ..؟ فمالت عليه بوجهها حتى صافحته أنفاسها ، وهزت رأسها ..
ـ وتقيمين فى ايفوريا ..؟
ـ فى كارمن سيلفيا .. أرأيتها ..؟
ـ لا ..
ـ إنها أمتع من ايفوريا وأجمل .. ألا تحب أن تراها الآن ..؟ نأخذ هذا القطار ونصل بعد دقائق ..
ـ آسف لا يمكننى الآن ..
ـ لماذا ..؟
ـ لأنى لا أعدل بهذا المكان بديلا .. ولا حتى الفردوس المنتظر ..
ـ هذا قرارك ..؟
ـ أجل ..
ـ عم مساء يا سيدى ..
ومدت يدها فشد عليها من غير وعى ..
ـ عمى مساء يا سيدتى ..
وتبعها ببصره وهى تسير الهوينى حتى احتواها الظلام ..
***
ونهض عن مقعده ، ووقف عند السياج الحديدى يرقب البحر وهو يرمى الشاطئ بموجه المتكسر على بعض الصخور البعيدة .. ظلام يعقبه ظلام .. يأتى من بعيد .. يحمله البحر من عالم آخر .. من دنيا أخرى .. دنيا كلها ظلمات ..
واشتدت الرياح وهاج البحر وماج ، وهو واقف مكانه يحدق فيه واجما ، وبيده التى صافحت الفتاة تعتمد على الحديد ، وبقى هكذا حتى شعر ببرودتها تدريجيا ..
كانت يده منذ دقائق حارة يجرى فيها دم الشباب فعاد دمها ببطء يتقلص ويتراجع ، فرفعها عن السياج وأخذ يقلب البصر فيها ، هذه الفتاة لمست عندما صافحته شيئا خامدا فى أعماق نفسه فتحرك ، لم يدر بخلده أن يد الفتاة لمست دمه .. فتحرك من أعماق حسه .. ثم هبط كل شيء .. بعد لحظات .. وعاد لحاله الأول .. تقلص الدم .. وكر إلى ظلمات حسه .. إلى ظلمات نفسه ، فوقف واجما شاردا ..
وتطور إحساسه عقب هذا ، فبارحه شعوره بلذة الوحدة وأخذ يعتوره الضيق وينتابه القلق وتكتنفه الوحشة .. هذه الفتاة المسكينة شوشت عليه سكونه ، وأفسدت عليه وحدته ، من حيث لا تحتسب .. شعر بعد براحها بالانقباض والضجر والتذمر ، فانمحت عن باصرته روعة الأفق وسكون الليل وبهجة الظلام .. هذه المسكينة حركت ساكنه ، وأثارت ماضيه ورجعت أيامه ..
ما الذى لقيه من الحياة وهو فى سن الشباب والفتوة ..؟ ما الذى أخذ من الحياة وهو فى ربيع عمره وميعه صباه ..؟ لا شيء .. لا شيء ..
وزادت به الوحشة فأخذ يتمشى على الشط ، وعينه إلى البحر ، وقد مات فى نظره كل ما كان ممتعا أخاذا ، البحر والليل والمدينة الهاجعة والمصابيح الخافتة الضوء .. والسحب المتكاثفة والظلام المخيم ، والنجوم البعيدة المتألقة فى قلب السماء .. عاد كل ما كان فى عينه منذ دقائق جميلا رائعا فتانا ، مشوها مغيظا محنقا .. فرد عينيه عن البحر وأنصت لوقع قدميه القويتين على الأرض الحجرية ، وأخذ يرقب المتصيفين وهم يسيرون الهوينى على الشط مثنى .. مثنى .. رجل وامرأة دائما ، يسيران على مهل متلاصقين متلاحمين ، يتجاذبان أحاديث الهوى ، ويتراشقان لحظ الصبابة ، فذاب قلبه حسرات ..
كل ما فى الحياة يبغى رفيقا ، إلا هو .. لقد قضى حياته وشبابه وحيدا منعزلا مستفردا عن الناس أجمعين ، فأى حياة ..؟ وأى شباب ..؟
ووصل إليه صوت الهمسات والضحكات التى ترن فى سكون الليل ، وبدأ المرقص يعزف لحنا صاخبا مثيرا ، فارتد عن البحر متجها إلى المدينة ، وجاز الشريط الحديدى وأشرف على الطريق المرصوف ، وعلى جانبه الأشجار كأنها الأشباح ، فأحس بالرهبة والوجل والذعر .. فأن يعيش لنفسه ويسعد لنفسه ويشقى لنفسه بعد اليوم ، فذلك هو السعير المقيم ..
لقد كان سعيدا بوحدته ، قانعا بعزلته ، ملتذا بوجوده ، فمن الذى ساق إليه هذه الفتاة ..؟ من الذى رماه بهذا السهم ..؟ لقد نفذ السهم إلى أعماقه فهز طياته ، لقد لمست الفتاة الوتر الحساس من قلبه وكيانه ، فتحركت نفسه وثار قلبه ، لقد كان ناعما بعزلته قانعًا بوجوده ، فمن الذى ساق إليه هذه الفتاة ..؟ تلك إحدى القارعات ..
كان لابد من المرأة فخلق لنفسه امرأة ، وكان لابد من الحب فأنعم وجوده بالحب خلق امرأة لنفسه بنفسه ، وغمر كيانه بالحب لينعم ، ومضى الحياة يحلم ، وما كانت هذه هى المرأة ، ولا هذا هو الحب ..
لقد قالت له الفتاة إنه ينقصك فى الحياة الرفيق ، وهذا حق ، فما ينقصه فى الحياة غير الرفيق ولكن أين الرفيق الآن ..؟ شعر بقلبه يحترق ويذوب بين ضلوعه ..
حتى الحيوانات لها رفاقها فى الأجم ، حتى الشوارد لها قرناؤها فى البرارى ، حتى الطيور لها رفاقها فى الأيك ، حتى العجماوات والحشرات لها رفاقها على ظهر الأرض وفى أعمق طبقاتها ، فلم ينفرد ..؟ كل ما فى الحياة يبغى رفيقا ، فلم يعيش وحيدا ولم يتعذب ..؟
خلقت المرأة للرجل وخلق الرجل للمرأة ، ولابد أن يتلازما أبدا لتسير الحياة .. فلم يستوحش ..؟
ورمق المنازل الصيفية البيضاء وهى تلمع فى قلب الظلام ، والمصابيح القائمة فى الطريق ، ترمى الأرض بالضوء الأحمر الباهت ، وكان يسير متثاقلا ساهما شاردا ، حتى أشرف على طريق صغير يمتد من الطريق العام ، فضرب فيه ، ورأسه مفعم بشتى الخواطر الصاخبة ، وجسمه ثائر وروحه قلق جامح ومات فى عينيه كل شيء بالتدريج ، ولم يعد يحس بما يلذ ويمتع انقلبت الطبيعة جحيما يتلظى ..
ومضى فى الطريق ، وقد أسرع من غير موجب ، حتى لمح عن بعد ظل امرأة تسير ببطء .. فمد قامته وجمع حواسه وانقلب كله بصرا .. ووضحت قامة الفتاة فى لباسها الوردى لما مرت تحت بعض المصابيح ، فوقف وبصره إلى ظلها الذى أخذ ينسحب وراءها ويتضاءل .. إنها بعينها لم تغير مشيتها ، تمشى الهوينى متثاقلة آسفة ..
ووقف يحدجها بطرفه ، وهو كلما حاول أن يخطو وراءها ردته قوة خفيه عن هذا فوقف فى مكانه جامدا ..
ثم استدار بعد هنيهة وأخذ يستقبل من طريقه ما استدبر ، وقد هدأت ثائرة نفسه نوعا .. حتى قرب من الفندق الذى سيبيت فيه ، فأسرع نحوه وصعد درجاته صامتا ، ومال إلى غرفته وفتح بابها برفق ، ودخل واستلقى على مقعد ذى مسندين مستريحا إلى أثاث الغرفة الأنيق ، حتى سمع نقرا خفيفا على الباب فأذن للطارق ، فدخلت فتاة حسناء فى لباس أزرق جميل فأدرك أنها فتاة الفندق ..
ـ مساء الخير يا سيدى ..
ـ مساء الخير يا سيدتى ..
ـ تأخر السيد عن العشاء .. أتتعشى الآن ..؟
ـ شكرا .. لا أشعر بالجوع .. أين حقائبى ..؟
ـ عند صوان الملابس .. أتودها ..؟
ـ أصغرها .. أشكرك ..
وجاءت له بالحقيبة ففتحها ، وكانت مفعمة بكتب إنجليزية معظمها من طبعات " الباتروس " وقال وقد وضع كتابا منها على منضدة أمامه :
ـ لم أرك فى الصباح لما جئت .. أيبدأ عملك فى الليل ..؟
ـ أجل يا سيدى .. بعد السادسة ..
ـ حتى منتصف الليل ..
ـ إلى ما يقرب من ذلك ..
وقال وهو يقلب صفحات قصة لجويس .. أرومانية ..؟
ـ نعم ..
ـ وسحت فى البلاد كثيرا ..؟
ـ رأيت المجر وبولندا ..
ـ فقط ..؟
ـ فقط ..
ـ ومصر ..؟
ـ مصر ..؟ مصر العزيزة لم أرها بعد .. أحلم بالشرق الجميل دائما .. مصر والأهرام وأبو الهول والصحراء .. هذه دنيا حبيبة ساحرة ولكنها بعيدة كالفردوس ..
ـ أتحبينها ..؟ أقرأت عنها كثيرا ..؟
ـ جدا .. وأذوب شوقا إلى رؤيتها ..
وصمت ، ووجهه فى الكتاب ، فظنته استغرق فى المطالعة فهمت بالخروج .. ولكنها توقفت أدبا منها لما سمعته يقول :
ـ أتتكلمين الإنجليزية بجانب الفرنسية ..؟
ـ قليلا ..
ـ والرومانية ..؟
ـ بعض الأحيان أنساها ..!
وزاد بريق عينيها المشبعتين بالنور ، ولمعت شفتاها القرمزيتان ، وكست الابتسامة الفاتنة وجهها الناضر الجميل ، فقال ضاحكا مستريحا لوجودها شاعرا بالسرور المحض :
ـ بعض الأحيان ينسى المرء كل شيء فى الدنيا .. حتى لغته ..
ـ أجل .. أستمكث هنا طويلا ..؟
ـ طول الصيف ..
ـ فى ايفوريا ..؟
ـ فى فندق " ب " ..
وغمر كيانها السرور الباطن ، فاهتز عودها وأشرق وجهها ووقفت تلاقى نظراته القوية بنظرات لينة .. حادة ..!
وتمدد على الكرسى الطويل وفتح الكتاب يطالع .. فأشعلت له مصباحا جانبيا ووضعته خلفه .. ثم مشت على أطراف أصابعها نحو الباب وهى ترميه بنظرات جانبية خاطفة ، ولما أدارت أكرة الباب ، انتبه على حركتها ورفع وجهه عن الكتاب ورشقها بنظرة .. فابتسمت ووقفت ويدها على مصراع الباب .. وقالت بصوت حلو الجرس :
ـ ألست فى حاجة لشيء ..؟
ـ لا .. شكرا ..
ـ مطلقا ..؟
ـ مطلقا ..
وقد تلاقت عيناهما بضع ثوان ..
وسحبت الباب ، وراءها ببطء شديد ، وشيعته بآخر نظرة .. وعاد لكتابه واستغرق فى المطالعة ناسيا الدنيا وما فيها من ظلمات ، حتى أشرق النور .. نور الفجر ..
========================
نشرت القصة فى كتاب " رجل " سنة 1936
========================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق